أفشوا السلام بينكم .

889
أفشوا السلام بينكم .

قوله ﷺ: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، فالجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، فدل ذلك على أن التحابّ بين أهل الإيمان من الصفات الواجبة التي يجب تحققها بين المؤمنين.

لا تؤمنوا حتى تحابوا، فكأن ذلك من قبيل شروط الوجوب في الإيمان، يعني: الكمال الواجب، وقد يقول: قائل هنا: إن الحب، والبغض، والرضا، ونحو ذلك، كالحياء، ونحوه، هذه أمور لا يملكها الإنسان، وإنما تقع في قلبه من غير اختيار، ولا إرادة، والله  لا يكلف نفسًا إلا وسعها، والمعروف في هذه الشريعة أن الله لا يكلف بما لا يطاق، فكيف كُلفنا بهذا المطلوب وهو التحاب بين المؤمنين، والإنسان قد يريد محبة أحد، ولا يستطيع، وقد يحب، ويريد دفع هذا الحب ولا يستطيع؟.

فبين النبي ﷺ الطريق إلى ذلك؛ لأنه كما سبق في بعض المناسبات أن خطاب الشارع إذا توجه إلى المكلفين في أمر لا يدخل تحت طوقهم -لا يدخل تحت قدرتهم، فإنه يتوجه إلى سببه، أو إلى أثره.

فهنا وجههم النبي ﷺ إلى السبب: أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم، يعني: أشيعوه، وهذا مشاهد، فإن الذي يسلم على الناس، يسلم على من يعرف، ومن لا يعرف، تميل إليه القلوب، وتحبه، والذي لا يبالي بهم، ولا يكترث، ولا يسلم، ولا يلقي السلام على أحد، لا شك أن الناس ينقبضون منه.



موقع ويب فني , رسومي , منوع , نحاول من خلاله عرض ما يمكننا عرضه من أحداث الواقع بطريقة كاريكاتورية .. كذلك نحاول أن نقدم بعض المواضيع النقاشية والتراثية والتربوية والطرائف . .